الحسن البصري – إمام الزهد والعلم في التابعين

مقدمة:

الحسن البصري (21 هـ – 110 هـ) هو الحسن بن يسار البصري، ويُكنى أبو سعيد أحد أعلام التابعين، وإمام من أئمة العلم والورع والزهد في الإسلام. وُلد في المدينة المنورة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ونشأ بين الصحابة الكبار أمثال علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وأنس بن مالك، وتأثر بهم علمًا وخلقًا.


نسب الحسن البصري ونشأته الأولى

وُلد الحسن بن يسار البصري في المدينة المنورة عام 21 هـ، في بيتٍ مبارك مشبع بروح النبوة وأثر الصحابة.
كان والده يسار مولى زيد بن ثابت الأنصاري، كاتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد عُرف يسار بالتقوى والصلاح رغم أنه كان من الموالي، مما منح الحسن أصلًا كريمًا من جهة التربية والبيئة.

أما والدته، فهي خيرة مولاة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم. وقد نشأ الحسن في بيتها، حيث كانت خيرة تخدمها، فكان يرى الصحابة ويتأثر بهم مباشرة، ويسمع أحاديث النبي من كبار الصحابة والتابعين وهم يترددون على بيت أم سلمة.

ونتيجة لهذه النشأة المباركة، تشرّب الحسن البصري العلم منذ نعومة أظفاره، وارتوى من ينابيع النبوة، وتأثر بسلوك الصحابة وعدالة أقوالهم، فانبثق منه نور العلم والزهد في مرحلة مبكرة من عمره.

قال ابن سعد في الطبقات الكبرى:
"كان الحسن يذهب إلى أم سلمة ويأخذ عنها، وكانت تحبه وتثني عليه".

🔗 المصدر:


نشأته:

  • أبوه: يسار، كان مولى لزيد بن ثابت الأنصاري.
  • أمه: خيرة مولاة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فأرضعته أم سلمة في صغره، وربّته في بيت النبوة.
  • ولد في المدينة المنورة سنة 21 هـ، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
  • نشأ بين الصحابة وتربّى في بيئة إيمانية عالية، حيث تأثر بعلم وتقوى كبار الصحابة.
  • انتقل إلى البصرة في العراق، وهناك لمع اسمه بين العلماء والزهاد، حتى أصبح إمام أهل البصرة في العلم والورع.

صفات الحسن البصري:

كان الحسن البصري رحمه الله من كبار التابعين، وبرز بصفات عظيمة جعلته قدوة بين العلماء والعبّاد، ومنها:

  • الزهد في الدنيا: كان زاهدًا لا يلتفت لمتاع الدنيا، يقول: "المؤمن في الدنيا كالغريب لا يأنس فيها بشيء". لم يكن يركض وراء مال أو منصب، بل جعل الآخرة نصب عينيه دائمًا.

  • الورع والتقوى: عُرف بالحذر الشديد من الحرام، وكان كثير الخشية والبكاء من الله، حتى قال بعضهم: "كنا إذا رأينا الحسن، قلنا: هذا رجل من أهل الآخرة".

  • الفصاحة والبيان: أوتي بلاغة مؤثرة، وكان كلامه يلامس القلوب، حتى شبّهه العلماء بالصحابة في قوة البيان، وقال عنه الغزالي: "كلامه يشبه كلام الأنبياء".

  • الحكمة والنُصح: كان ينصح الخلفاء والعامة دون مجاملة، يدعوهم إلى العدل والحق بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد عُرف بموقفه الجريء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

  • العلم الغزير: تتلمذ على يد كبار الصحابة، مثل أنس بن مالك وعبد الله بن عباس، وأصبح إمامًا في التفسير والحديث والفقه والسلوك.

وقد اجتمعت فيه هذه الصفات حتى أصبح يُلقّب بـ"سيد التابعين"، ويُعدّ من أعظم من جمع بين العلم والعمل.

🔗 المصدر: islamonline.net - الحسن البصري


مكانته العلمية:

  • كان من أبرز العلماء في البصرة، تميّز بالفصاحة، وقوة البيان، حتى لُقّب بـ"لسان أهل السنة".
  • تفرّغ للعلم والتعليم، فصار مرجعًا في الحديث والفقه وتفسير القرآن.
  • كان يُعلّم الناس الزهد في الدنيا، والخوف من الله، والصدق، والتوكل.

صفاته وأقواله:

  • اشتهر بالبكاء من خشية الله، وكان يُعرف بصمته وورعه الشديد.
  • من أقواله:

    "يا ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم ذهب بعضك."
    "إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه، يقول: ما أردت بهذا؟ وما أردت بهذا؟"

وفاة الحسن البصري (رحمه الله) 

توفي الإمام الحسن البصري رحمه الله في:

  • يوم الخميس، في أول رجب سنة 110 هـ، عن عمر يُقارب 89 سنة.
  • كانت وفاته في مدينة البصرة، حيث قضى معظم حياته في العلم والدعوة إلى الله.

مكانته وقت الوفاة:

  • حزن عليه أهل البصرة حزنًا شديدًا، فقد كان إمامًا في الزهد والورع، وخطيبًا يهزّ القلوب، ومُعلّمًا لا يُشق له غبار.
  • صلّى عليه جمعٌ غفير، وقال عنه معاصروه: "ما صلّينا على أحدٍ بعد الصحابة مثل الحسن البصري."

بعض أقوال العلماء فيه بعد وفاته:

  • قال عنه يحيى بن سعيد:
    "ما رأيت أحدًا أشبه رأيًا بعمر بن الخطاب من الحسن."

  • وقال الإمام الذهبي:
    "كان رأسًا في العلم والعمل، عظيم الشأن في الزهد والعبادة."


مصادر موثوقة:



ختامًا: تبرّع لأهل غزة وكن سببًا في نجاتهم

نذكّرك أخي الكريم بأهمية نصرة أهلنا في غزة، فهم في أمسّ الحاجة للدعم، والتبرع لهم هو باب من أبواب الخير العظيم، وأجره عند الله عظيم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" [رواه البخاري].

يمكنك التبرع عبر الروابط التالية الموثوقة:

رابط 1 – رابط 2 – رابط 3 – رابط 4

(اطلع على القائمة الكاملة هنا)



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خالد بن الوليد بن المغيرة من أعظم القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي

خالد بن الوليد بن المغيرة هو أحد أعظم القادة العسكريين في تاريخ الإسلام

باينانس Binance و كيف تربح منها بدون رأس مال

نظرية العصبية لإبن خلدون: أسس وعوامل تطور الأمم

ما هي منصة باينانس (Binance)؟ دليلك الكامل للتسجيل والتداول بأمان

الأضحية في الإسلام: فضلها وأحكامها وأبرز الأخطاء الشائعة

خالد بن الوليد: نسبه ونشأته

دهاء وشجاعة أسد الصحراء عمر المختار

نجم الدين أيوب: السلطان المجاهد الذي مهد لتحرير بيت المقدس

وجوب الجهاد في الإسلام: مكانته وأثره في حياة المسلم