إطلاق اللحية في الإسلام: عبادة غفل عنها الكثير
مقدمة
إطلاق اللحية ليس مجرد مظهر خارجي، بل عبادة وسُنّة نبوية تدل على اتباع هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتعبّر عن الطاعة لله والاقتداء برسوله في الظاهر والباطن.
1. الأدلة من السنة النبوية
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب»— رواه البخاري (5892) ومسلم (259)
وفي رواية أخرى:
«أعفوا اللحى، جزوا الشوارب، خالفوا المجوس»— مسلم (260)
شرح الحديث:
- أعفوا اللحى: أي اتركوها تنمو.
- خالفوا المشركين: لأنهم كانوا يحلقونها.
2. اتفاق العلماء على مشروعيتها
- أئمة المذاهب الأربعة اتفقوا على أن إعفاء اللحية واجب، وليس مجرد مستحب:
- الحنفية: لا يجوز حلقها، ويُؤثم من يفعل.
- المالكية: من حلقها فهو فاسق.
- الشافعية: حلقها حرام.
- الحنابلة: تركها من السنة المؤكدة، ومن حلقها فقد خالف أمر النبي.
3. الحكمة من إطلاق اللحية
- الاقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- تمييز المسلمين عن غيرهم.
- مظهر من مظاهر الرجولة والوقار.
- طاعة لله في أمره ونهيه.
4. الرد على الشبهات الشائعة
- "اللحية عادة وليست عبادة": الرد أن النبي أمر بها صراحة، وما أمر به ليس عادة بل تشريع.
- "الله لا ينظر إلى الشكل": نعم، ولكن لا يعني إهمال أوامر الظاهر، لأن الله أمر بها على لسان رسوله.
5. هل حلق اللحية معصية؟
- نعم، أكثر أهل العلم يرون أن حلقها حرام، وأنه من المعاصي الظاهرة، وقد أفتت بذلك اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية.
روابط مصادر موثوقة:
من يأمر بحلق اللحية - سواء كان فردًا أو جهة رسمية - يقع في إثم مزدوج: إثم مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وإثم الأمر بالمنكر ومحاربة السنة، وهي من الكبائر إن كانت عن علم واستهزاء، وقد قال الله تعالى:
{ومن يُشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولّى ونُصله جهنم وساءت مصيرا}
[النساء: 115]
1. تحذير من الأمر بالمعصية
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-
"من أمّر بمعصية فلا طاعة له"
— رواه مسلم (1840)
فلا يجوز طاعة من يأمر بحلق اللحية، لأن الطاعة لا تكون إلا في المعروف.
2. عقوبة من يأمر الناس بمخالفة السنة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"من دعا إلى بدعة أو معصية فعليه إثمها، وإثم من عمل بها إلى يوم القيامة."
— [مجموع الفتاوى 28/205]
3. من صور العقوبة
إذا كان الأمر بحلقها في جهة رسمية أو عسكرية مثلًا، وكان ذلك جبريًا، فهذه:
- معصية لله، و
- إفساد في الأرض، و
- تغيير للفطرة.
وقد ورد أن تغيير خلق الله من خطوات الشيطان:
{ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}
[النساء: 119]
4. هل يُعد ذلك كفرًا؟
- لا يُحكم بالكفر إلا بشروط وضوابط دقيقة، لكن إن كان الآمر يستهزئ أو يحتقر سنة النبي، فقد يدخل في الكفر.
{قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}
[التوبة: 65-66]
من يأمر بحلق اللحية آثم، وربما يتحمل وزر من أطاعه، خاصة إن كان يعلم أنها سنة واجبة. والمسلم الحق هو من يعين الناس على الطاعة لا على المعصية.
روابط موثوقة للمزيد:
- الإسلام سؤال وجواب - من يأمر بحلق اللحية
- فتاوى اللجنة الدائمة - وجوب إعفاء اللحية
- الدرر السنية - حكم حلق اللحية
خاتمة
إطلاق اللحية عبادة وسنة مؤكدة لا يجوز التساهل فيها. فهي ليست مجرد شكل، بل طاعة لله، واتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فلنحرص على هذه السنة المباركة في زمن غفل عنها الكثير.
نذكّرك أخي الكريم بأهمية نصرة أهلنا في غزة، فهم في أمسّ الحاجة للدعم، والتبرع لهم هو باب من أبواب الخير العظيم، وأجره عند الله عظيم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" [رواه البخاري].
يمكنك التبرع عبر الروابط التالية الموثوقة:
رابط 1 – رابط 2 – رابط 3 – رابط 4
(اطلع على القائمة الكاملة هنا)
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك و أي استفسارات لتعم الفائدة