أحاديث نبوية صحيحة عن الصبر وفضله العظيم في الإسلام

أحاديث نبوية صحيحة عن الصبر وفضله العظيم في الإسلام

الصبر هو من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، وهو سلاح المؤمن في مواجهة الشدائد والابتلاءات. وقد وردت في السنة النبوية أحاديث صحيحة كثيرة تُبيّن مكانة الصبر وفضله في الدنيا والآخرة.

---

1. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: "ومن يتصبّر يصبّره الله، وما أُعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر."
(رواه البخاري ومسلم)
المعنى: الصبر أعظم عطية من الله، وهو مفتاح التوفيق والنجاة في الدنيا والدين.

---

2. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: "إن عِظم الجزاء مع عِظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط."
(رواه الترمذي وحسنه الألباني)
المعنى: الابتلاء علامة على محبة الله، والصبر عليه يجلب الرضا والثواب.

---

3. عن صهيب رضي الله عنه قال:

قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له."
(رواه مسلم)
المعنى: المؤمن دائمًا في خير، سواء كان في نعمة أو في ابتلاء، بشرط أن يشكر أو يصبر.

---

4. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يصاب بمصيبة، فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها."
(رواه مسلم)
المعنى: من صبر ورضي بقضاء الله ودعا بهذا الدعاء، عوّضه الله خيرًا مما فقد.

---

5. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: "الصبر ضياء."
(رواه مسلم)
المعنى: الصبر ينير طريق المؤمن في ظلمات الابتلاء، ويهديه للسلوك الصحيح.

---

فضل الصبر في حياة المسلم:

1. سبب في دخول الجنة ومغفرة الذنوب

من عمل بطاعة الله واتبع سبيله، فإن الله يغفر له ويدخله الجنة برحمته.
قال الله تبارك وتعالى:
"ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار"

• المصدر: النساء: 13 – القرآن الكريم

وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
"كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى"

• المصدر: صحيح البخاري – الحديث 7280

---

2. يرفع العبد درجات عالية عند الله

الاجتهاد في الطاعات والعمل الصالح يرفع العبد في منازل الآخرة.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين"

• المصدر: صحيح مسلم – الحديث 817

وقال تبارك وتعالى:
"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"

• المصدر: المجادلة: 11 – القرآن الكريم

---

3. يمنح الطمأنينة والثبات في مواجهة المصاعب

من ثمرات الإيمان والعمل الصالح أن يرزق الله العبد السكينة والثبات.
قال الله تبارك وتعالى:
"الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب"

• المصدر: الرعد: 28 – القرآن الكريم

---

4. يُظهر حُسن التوكل على الله وقوة الإيمان

العبد المؤمن يظهر توكله وثقته بربه من خلال الطاعات والصبر والثبات.
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
"لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا"

• المصدر: سنن الترمذي – الحديث 2344

---

خاتمة:

الصبر ليس ضعفًا، بل هو قوة داخلية عظيمة يمدّها الله لعباده المؤمنين.

وهو طريق للرضا والسكينة في الدنيا، والجنة في الآخرة. فلنحرص على الصبر في الشدائد، والرضا بالقضاء، والاحتساب عند الله.

---

ختامًا: تبرّع لأهل غزة وكن سببًا في نجاتهم

نذكّرك أخي الكريم بأهمية نصرة أهلنا في غزة، فهم في أمسّ الحاجة للدعم، والتبرع لهم هو باب من أبواب الخير العظيم، وأجره عند الله عظيم.

قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم:
"المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" [رواه البخاري].

يمكنك التبرع عبر الروابط التالية الموثوقة:

رابط 1 – رابط 2 – رابط 3 – رابط 4

(اطلع على القائمة الكاملة هنا)