النمرود: الطاغية الذي تحدى رب العالمين
النمرود: الطاغية الذي تحدى رب العالمين
من هو النمرود؟
النمرود بن كنعان بن كوش بن حام بن نوح، حَكم بابل (العراق حاليًا)، وكان من أوائل الطغاة الذين ملكوا الأرض، وذُكر في بعض التفاسير على أنه أحد أربعة ملوك ملكوا الدنيا (اثنان مؤمنان: سليمان وذو القرنين، واثنان كافران: النمرود وبختنصر).
أولًا: سليمان عليه السلام – نبي وملك وحكيم
سليمان عليه السلام هو أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد منّ الله عليه بالحكمة والملك والنبوة.
جمع الله له بين النبوة والملك المطلق، وخصّه بقدرات خارقة منها:
- فهم لغة الطير والحيوان (النمل: 16).
- تسخير الجن والرياح لخدمته (سبأ: 12).
- العدل وحسن القضاء بين الناس.
وقد وردت قصته في عدة مواضع من القرآن، أبرزها في سورة ص، وسورة النمل، حيث قال الله تعالى:
"فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا"
(سورة الأنبياء: 79)
رابط المصدر القرآني:
سورة الأنبياء - الآية 79
ثانيًا: ذو القرنين – القائد العادل والمصلح
ذو القرنين رجل صالح وقائد قوي، سافر إلى مشارق الأرض ومغاربها، ونشر العدل والتوحيد.
ذكره الله في سورة الكهف، وخصه بالثناء على عدله، ومن أبرز أعماله:
- بنى سدًا عظيمًا لردّ يأجوج ومأجوج.
- رفض الظلم والطغيان، وأمر بالإصلاح.
قال تعالى:
"إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا"
(سورة الكهف: 84)
رابط المصدر القرآني:
سورة الكهف - الآية 84
صفاته وحكمه:
1. كان شديد البطش، واسع السلطان
النمرود كان ملكًا جبارًا ذو نفوذ كبير، يمتلك قوة وسلطة واسعة، وكان يحكم الناس بالقوة والبطش. عُرف بطغيانه وجوره على الناس، وكان مثالاً للملك المستبد الذي لا يرحم.
المصدر:
- تفسير ابن كثير: رابط
2. زعم أنه إله، وقال: "أنا أحيي وأميت" في جداله مع إبراهيم عليه السلام
في المشاجرة بين النمرود وإبراهيم عليه السلام، ادعى النمرود الألوهية وقال: "أنا أحيي وأميت"، متباهياً بقدرته على إحياء الموتى وقتل الأحياء، متحدياً بذلك الله تعالى.
المصدر:
3. بنى أبراجًا عالية ظنًا أنه سيصل إلى السماء ليحارب الله
النمرود أمر ببناء أبراج ضخمة وطويلة ظنًا منه أنه يستطيع بها الوصول إلى السماء لمحاربة الله أو مواجهة الملائكة، وهذا من غروره وغطرسته وكفره الشديد.
المصدر:
- سير الأنبياء لابن كثير (قصة النمرود): رابط
قصة النمرود مع نبي الله إبراهيم عليه السلام
وردت قصته في قوله تعالى:
"ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت…"
(سورة البقرة، 258)
- أراد النمرود مغالطة نبي الله، فاستدعى رجلين وقتل أحدهما وعفا عن الآخر، زاعمًا بذلك أنه يحيي ويميت!
- فردّ عليه إبراهيم عليه السلام بحُجّة دامغة: "فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب فبُهِت الذي كفر"
نهاية النمرود وعبرة التاريخ:
لم يُذكر اسمه صراحة في القرآن، لكن المفسرين أجمعوا أنه المقصود في الآية.
بحسب روايات التفسير:
- أرسل الله عليه ذبابًا أو بعوضة دخلت أنفه حتى وصلت إلى دماغه.
- ظل يعاني منها لسنوات، لا يهدأ له حال إلا إذا ضرب رأسه.
- هلك في ذُلٍّ وهوان رغم جبروته.
عبرة:
"إن الله لا يظلم الناس شيئًا ولكن الناس أنفسهم يظلمون"
(يونس: 44)
روابط ذات صلة:
مقارنة مع الواقع الحالي:
كثير من طغاة العصر الذين ظنوا أنهم لا يُقهرون، انتهوا نهاية مشابهة:
- الغرور بالسلطة والمال لا يصنع عظمة حقيقية.
- من نازع الله في الكبرياء قصمه، كما في الحديث:
"الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، من نازعني واحدًا منهما عذّبته." (رواه مسلم)
بختنصر – الملك البابلي الذي دمر القدس
بختنصر، أو نبوخذ نصر الثاني (605–562 ق.م)، كان من أعظم ملوك بابل في العراق القديم. عُرف بقوته العسكرية وبطشه، وهو من غزا مملكة يهوذا (جنوب فلسطين) في عهد النبي إرميا عليه السلام.
من أبرز أعماله:
- تدمير بيت المقدس (الهيكل) عام 586 ق.م.
- سبي بني إسرائيل إلى بابل فيما عُرف بـ"السبي البابلي".
- بناء الجنائن المعلقة، إحدى عجائب الدنيا السبع، في بابل.
وقد أشار إليه بعض المفسرين ضمن من سلطهم الله على بني إسرائيل حين أفسدوا في الأرض، وذلك في تفسير قوله تعالى:
"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ..."
(الإسراء: 5)
ويقول ابن كثير في تفسيره: إن من هؤلاء العباد هو بختنصر، الذي بعثه الله عقابًا لهم على معاصيهم.
رابط تفسير الآية من موقع القرآن الكريم:
سورة الإسراء - الآية 5 - تفسير ابن كثير
روابط مصادر موثوقة:
كلمات مفتاحية:
النمرود، قصة النمرود — النمرود وإبراهيم — الطغاة في التاريخ — من هو النمرود — نهاية النمرود — آيات عن الكبر — العبرة من النمرود — الكفر والجبروت — طغاة القرآن.
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك و أي استفسارات لتعم الفائدة