نصرة غزة والمقاومة الفلسطينية في ميزان الإسلام

مقدمة 

نصرة غزة والمقاومة الفلسطينية في ميزان الإسلام. نصرة المستضعفين فريضة شرعية، وموقف لا يقبل الحياد، خاصة في ظل ما يتعرض له أهل غزة من عدوان وحصار. فكيف نكون معهم كما أمرنا ديننا؟

"أهل غزة يستغيثون.. فهل من مجيب؟"

في الوقت الذي ينعم فيه الكثير منا بالأمان والطعام والمأوى، يعيش إخواننا في غزة تحت القصف، بين الركام، يفتقدون أدنى مقومات الحياة من غذاء ودواء وأمان. وإن من أعظم القربات إلى الله عز وجل في هذا الزمن نصرة المظلوم، وسد حاجة المنكوب، ومد يد العون للمستضعفين.

قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم:

"مَن نفَّسَ عن مؤمنٍ كربةً من كُرَبِ الدُّنيا، نفَّسَ اللهُ عنه كربةً من كُرَبِ يومِ القيامة" [رواه مسلم].

فلا تحقرنّ من المعروف شيئًا، ولو بدعوة أو صدقة صغيرة، فلعلها تكون سببًا في رفع بلاء عن مسلم، ورحمة لك يوم تلقى الله.

ساهم الآن عبر هذه الروابط الموثوقة، وكن سببًا في إنقاذ أرواح، ورسم ابتسامة في زمن الجراح:

انشر تؤجر، ولو بشير
واذكر أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

منذ عقود، تعاني غزة من حصار خانق وعدوان غاشم، يُستباح فيه الدم والكرامة. وفي ظل هذا الواقع، يبرز سؤال شرعي مهم:
هل يجب علينا نصرتهم؟ وإن كان الجواب نعم، فكيف؟
الإجابة واضحة في كتاب الله وسنة نبيه، وفي أقوال العلماء الراسخين، أن نصرة المظلوم واجبٌ لا يُتخلّى عنه.


الحديث الأول:

قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم:

"إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلَّط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم."

  • رواه أبو داود (3462) وأحمد (4825)
  • صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (11/23)

الشرح:
هذا الحديث يُوضح أن ترك الجهاد والانشغال بالدنيا يؤدي إلى ذل وهوان تسلطه الله على الأمة، ولا يُرفع إلا بالرجوع للدين.

المقصود بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" أي:

العودة إلى الإسلام الحق في شموليته، وليس مجرد الانتساب بالاسم فقط، بل بالعمل والاعتقاد والسلوك.

وهذا يشمل:

  1. العودة إلى التوحيد الخالص: وترك الشرك والبدع والخرافات.
  2. التمسك بالكتاب والسنة: في الحكم والتحاكم، والأخلاق، والعبادة، والدعوة، والجهاد.
  3. ترك المعاصي والانغماس في الدنيا: كحب المال، والركون إلى الظالمين، والتكاسل عن الواجبات.
  4. إقامة شعيرة الجهاد في سبيل الله لنصرة الحق ودفع الظلم، حين تتوفر شروطه الشرعية.

فحين تترك الأمة الجهاد وتغرق في الدنيا، يُسلَّط عليها الذل، ولا يُرفع عنها هذا الذل إلا إذا عادت إلى دينها بحق، كما كان حال الصحابة والتابعين.


أولًا: الأدلة من القرآن الكريم

  1. قال الله تبارك وتعالى:

"وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر"
[الأنفال: 72]
وهذه الآية صريحة في وجوب نصرة المستضعفين في الدين، لا سيما إذا كانوا محتلين ومعتدى عليهم.

  1. وقال الله عز وجل:

"إنما المؤمنون إخوة"
[الحجرات: 10]
فمن تمام الأخوة النصرة عند الحاجة، لا الوقوف على الحياد.

  1. وقال الله سبحانه وتعالى:

"وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان..."
[النساء: 75]
هذه الآية تستنهض الهمم لنصرة المظلومين، ومنهم غزة و أهلها.


ثانيًا: من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

  • قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم:

"انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا..."
قالوا: ننصره مظلومًا، فكيف ننصره ظالمًا؟ قال: "تأخذ فوق يده"
[رواه البخاري]
فالحديث يبين وجوب النصرة في كل حال، ومن باب أولى نصرة من يُظلم ويُقصف يوميًا.


ثالثًا: فتاوى العلماء الثقات

1. الشيخ ابن باز – رحمه الله:

"الواجب على المسلمين نُصرة إخوانهم في فلسطين وغيرها من بلاد الإسلام، كلٌ حسب استطاعته..."
(فتاوى نور على الدرب، الجزء 15)

2. الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله:

"الوقوف مع المستضعفين واجب شرعي..."
(لقاء الباب المفتوح، شريط رقم 88)

3. الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:

"المقاومة في فلسطين جهاد مشروع، ودعمها واجب بكل وسيلة متاحة."
[بيان رسمي، 2021م]


رابعًا: صور النصرة المشروعة

نعم، هذا واقع مؤلم، ويؤكد ازدواجية المعايير العالمية، حيث نرى أن أمريكا وغيرها من الدول الغربية تمد المحتل بالسلاح والدعم السياسي والإعلامي، بينما يُمنع المسلمون من مجرد إيصال الغذاء أو الدواء لإخوانهم!

وهذا التناقض يكشف:

  1. أن العلاقات الدولية لا تُبنى على القيم بل على المصالح.
  2. أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى استعادة قوتها واستقلال قرارها.
  3. أن ضعف المسلمين وتفرقهم هو ما شجع الأعداء على التمادي.

قال الله تبارك وتعالى:
"وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا" [النساء: 141]
لكن هذا الوعد مشروط بأخذ المسلمين بأسباب القوة والاعتصام بوحدة الصف.

الحل لا يكون فقط بالاعتراض على ما تفعله أمريكا، بل ببناء موقف إسلامي قوي وموحد، يبدأ بالإصلاح الداخلي، والوعي، والضغط الشعبي، والدعم السياسي المشروع.


خامسًا: تحذير من التخاذل

قال الإمام ابن تيمية – رحمه الله:

"إذا دخل العدو بلاد المسلمين، وجب على كل قادر أن يخرج لرده، دون إذن الوالدين."
(مجموع الفتاوى، 28/259)
والعدو الصهيوني لم يدخل فقط، بل قتل وشرّد وحاصر ودمّر، فهل يجوز السكوت؟!


إن نصرة غزة والمقاومة ليست عملًا تطوعيًا يُثاب فاعله فقط، بل فريضة شرعية وموقف إيماني، يُسأل عنه المسلم يوم القيامة.

فلنكن ممن قال الله تبارك وتعالى فيهم:

"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا"
[العنكبوت: 69]


المصادر:

📖 القرآن الكريم


📘 صحيح البخاري


📚 مجموع فتاوى ابن تيمية


💡 فتاوى نور على الدرب – الشيخ ابن باز


🏠 لقاء الباب المفتوح – الشيخ العثيمين


🌐 بيانات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين


نصرة غزة والمقاومة الفلسطينية في ميزان الشرع

نصرة المسلمين في غزة، الذين يُبادون ظلمًا وعدوانًا، فرض شرعي وأخلاقي على كل مسلم قادر، كلٌّ بحسب طاقته.
قال الله تبارك وتعالى:

"وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر..." [الأنفال: 72]
وقال الله تبارك وتعالى:
"إنما المؤمنون إخوة..." [الحجرات: 10]
فكيف بأخٍ يُقصف، ويُجوّع، ويُحاصر، ثم لا يُنصر؟!

صور النصرة المشروعة:

  • الدعاء: سلاح المؤمن. 
  • وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
  • "الدعاء هو العبادة"

  • الدعم المالي والإغاثي: للثقات والمجاهدين والمحتاجين.
  • المقاطعة الاقتصادية والإعلامية للعدو ومن يسانده.
  • نشر الوعي بقضيتهم والدفاع عنهم في كل منبر.

فتاوى العلماء الثقات

1. الشيخ ابن باز – رحمه الله:

"الواجب على المسلمين جميعًا نُصرة إخوانهم في فلسطين وغيرها من بلاد الإسلام، كلٌ حسب استطاعته، بالمال والدعاء والنصيحة والمقاطعة وغير ذلك..."
(فتاوى نور على الدرب، الجزء 15)

2. الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله:

"الوقوف مع المسلمين المستضعفين واجب شرعي، ومن قَصّر فهو آثم، خاصة إذا قُتلوا وعُذّبوا وهم لا يملكون شيئًا."
(لقاء الباب المفتوح – شريط رقم 88)

3. الشيخ د. أحمد الريسوني – رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين سابقًا:

"المقاومة في فلسطين جهاد مشروع، ودعمها بكل وسيلة متاحة واجب على الأمة."

4. الشيخ د. عوض القرني – رحمه الله:

"من لا ينصر غزة – ولو بالكلمة – فقد خانه الإيمان، وخذل قضية الأمة."


خلاصة

كل مسلم مسؤول أمام الله عن موقفه، فالقضية ليست فقط قضية أرض، بل قضية عقيدة وأمة تُذلّ.

فلتكن لنا وقفة حقّ في زمن الخذلان، ولنجعل من أقلامنا وأموالنا ودعواتنا سهامًا في صدور الظالمين.


نصرة أهل غزة والمقاومة الفلسطينية: واجب شرعي وإنساني

إن نصرة المسلمين في فلسطين، وخاصة في غزة الجريحة، من أعظم القربات إلى الله، فقد قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم:

"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه..." [رواه البخاري]
و"لا يسلمه" أي لا يتركه للعدو دون نُصرة.

قال الإمام ابن تيمية:

"إذا دخل العدو بلاد الإسلام، فلا رخصة لأحد في التخلف عن الجهاد"
والجهاد اليوم لا يكون بالسلاح فقط، بل أيضًا بالكلمة والموقف والمقاطعة والدعاء
والنصيحة.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خالد بن الوليد بن المغيرة من أعظم القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي

خالد بن الوليد بن المغيرة هو أحد أعظم القادة العسكريين في تاريخ الإسلام

باينانس Binance و كيف تربح منها بدون رأس مال

نظرية العصبية لإبن خلدون: أسس وعوامل تطور الأمم

ما هي منصة باينانس (Binance)؟ دليلك الكامل للتسجيل والتداول بأمان

الأضحية في الإسلام: فضلها وأحكامها وأبرز الأخطاء الشائعة

خالد بن الوليد: نسبه ونشأته

دهاء وشجاعة أسد الصحراء عمر المختار

نجم الدين أيوب: السلطان المجاهد الذي مهد لتحرير بيت المقدس

وجوب الجهاد في الإسلام: مكانته وأثره في حياة المسلم