الشريعة الإسلامية والواقع الحالي للبلاد الإسلامية: مقارنة ميسّرة
مقدمة
نتأمل في هذا المقال الفرق الواضح بين نظام الحكم بالشريعة الإسلامية الذي أنزله الله عز وجل، وبين الواقع الذي تعيشه أغلب البلاد الإسلامية اليوم، مع تحليل مبسط وسهل لكل مجال.
1. التشريع
في الشريعة:
التشريع مصدره الأساسي هو القرآن الكريم والسنة النبوية، أي أن الحلال والحرام لا يُحددان بالأهواء أو المصالح، بل بما شرعه الله.في الواقع:
أغلب الدول الإسلامية تعتمد قوانين مستوردة من الغرب، مثل القانون الفرنسي أو البريطاني، وتُستبعد الشريعة في معظم مجالات الحياة، ويُكتفى بها أحيانًا في بعض مسائل الأحوال الشخصية.الشرح:
بينما يُفترض أن القرآن هو "دستور المسلمين"، نرى الآن أن أكثر القوانين تُكتب بعيدًا عن النصوص الشرعية، ولا يُرجع إلى العلماء الربانيين في التشريع.2. الاقتصاد
في الشريعة:
الاقتصاد الإسلامي يقوم على تحريم الربا والاحتكار، وتشجيع الزكاة والوقف والتكافل الاجتماعي، مما يضمن عدالة التوزيع وتقليل الفقر.في الواقع:
انتشرت البنوك الربوية والمعاملات المحرّمة، وغابت الزكاة كنظام رسمي، وأصبحت الدولة تُحمّل الناس الضرائب بدلًا من إعانتهم.الشرح:
بينما يدعو الإسلام إلى بناء اقتصاد قائم على التعاون والرحمة، نرى أن النظم المالية الحديثة تعتمد على الاستغلال والمصلحة الربحية المطلقة.3. القضاء
في الشريعة:
القضاء الشرعي يُبنى على العدل والبيّنة والشهادة، ويُستمد من نصوص الكتاب والسنة، ويحرص على إعطاء الحقوق لأهلها دون تحيّز.في الواقع:
تُدار المحاكم اليوم بقوانين مدنية وضعية، وتُعطّل كثير من أحكام الشريعة، بل تُرفض بعض القضايا الشرعية مثل القصاص والحدود.الشرح:
الناس اليوم يلجؤون إلى محاكم لا تعترف بأحكام الإسلام في كثير من الأمور، فتُظلم المرأة في بعض القوانين، ويُهضم حق الضعيف لصالح القوي.4. الأسرة
في الشريعة:
الأسرة في الإسلام مؤسسة مقدسة، تُبنى على المودة والرحمة، ويُحدد الزواج، الطلاق، والميراث وفق أوامر ربانية تحفظ التوازن بين الحقوق والواجبات.في الواقع:
تتأثر قوانين الأسرة بالقوانين الغربية التي تدعو للمساواة المطلقة بين الجنسين، وتُقلّص سلطة الرجل، وتُهمّش القوامة، وتُسقط الكثير من أحكام الميراث والطلاق الشرعية.الشرح:
بدلًا من حفظ تماسك الأسرة، أصبحت النظم الحديثة تُشجع على التمرد الأسري والطلاق السهل، وتقلل من احترام الأبوة والأمومة والروابط الشرعية.5. التعليم
في الشريعة:
التعليم في الإسلام عبادة وطريق إلى الجنة، وكان يركّز على العلوم الشرعية والدنيوية معًا، ويُعلّم الأطفال العقيدة والقرآن منذ الصغر.في الواقع:
تُهمّش التربية الإسلامية، ويُفصل الدين عن المناهج، بل أحيانًا تُشوَّه مفاهيم العقيدة، وتُقلل من أهمية العلماء والدعاة في المجتمع.الشرح:
أجيال كاملة تُربّى اليوم على مناهج علمانية لا تعطي للإسلام إلا مساحة ضئيلة، بينما تزرع قيمًا تخالف الإسلام في عقول النشء.أثر هذا الانحراف عن الشريعة:
- تفكك المجتمع وتراجع الأخلاق.
- غياب العدالة وازدياد الظلم والفساد.
- فقدان الهوية الإسلامية.
- تأخر في النصر والتمكين.
قال الله تعالى:
"وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ"
(المائدة: 44)
دعوة للتفاعل:
هل ترى أن العودة إلى الشريعة أمر ممكن؟ ما العقبات التي يجب أن نواجهها كمجتمع؟ شاركنا رأيك في التعليقات لنبدأ حوارًا هادفًا نحو الإصلاح.
نصيحة أخيرة:
ابدأ بإصلاح نفسك، وادعُ غيرك إلى تحكيم الشريعة بالكلمة الطيبة، فالتغيير يبدأ من الفرد، ثم ينتقل إلى الأمة بإذن الله.
روابط مصادر موثوقة:
- القرآن الكريم - المصحف
- الدرر السنية - مكتبة فتاوى الشريعة
- إسلام ويب - الشريعة الإسلامية ومجالاتها
- المنهج - تحكيم الشريعة وأثره
ختامًا: تبرّع لأهل غزة وكن سببًا في نجاتهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" [رواه البخاري].
يمكنك التبرع عبر الروابط التالية الموثوقة:
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك و أي استفسارات لتعم الفائدة