زيد بن حارثة: الصحابي الذي ذُكر باسمه في القرآن
مقدمة
زيد بن حارثة رضي الله عنه، أحد كبار الصحابة وأحبّ الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عُرف بالصدق والوفاء، وكان أول من أسلم من الموالي، وهو الصحابي الوحيد الذي ذُكر اسمه صراحة في القرآن الكريم.
من هو زيد بن حارثة؟
زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، من قبيلة كلب، كان غلامًا صغيرًا حين اختُطف في الجاهلية وبيع في مكة، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة رضي الله عنها، فأهدته للنبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل البعثة.
أعتقه النبي وتبنّاه قبل الإسلام، فكان يُسمى "زيد بن محمد"، ثم ألغى الإسلام التبني، وأعاد نسبه لأبيه: "ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ"
[الأحزاب: 5]
شراحيل الكلبي هو أحد الرجال المعروفين في صدر الإسلام، وينتمي إلى قبيلة كلب، وهي قبيلة عربية مشهورة من قضاعة، كانت تسكن في أطراف الشام والبادية.
وقد عُرف بعض رجال هذه القبيلة بالولاء للدولة الأموية، وكان لهم حضور في الأحداث السياسية والعسكرية في تلك الفترة.
لم تذكر المصادر كثيرًا من تفاصيل سيرة شراحيل الكلبي، لكنه يُعد من الذين ارتبطوا بالبيئة الإسلامية في مراحلها المبكرة، ومن أبناء القبائل العربية التي أسهمت في الفتح والاستقرار في الشام.
مكانته عند النبي صلى الله عليه وسلم
كان زيد من أحبّ الناس إلى رسول الله، حتى قال عنه الصحابة: "ما كان رسول الله يُرسل أحدًا في المهمات إلا زيدًا".
زوجه النبي من أم أيمن، وأنجب منها أسامة بن زيد، الذي أصبح قائدًا عسكريًا وهو في سنّ صغيرة.
أخلاقه وصفاته
- الطاعة التامة: لم يكن يتأخر عن أمر للنبي.
- الشجاعة: شارك في غزوات كثيرة وكان يحمل الراية في معارك مهمة.
- الإخلاص: فضّل البقاء مع النبي على الرجوع لأهله حين خيّره في الجاهلية.
- الوفاء: لم يُعرف عنه خيانة أو تردد في موالاة الحق.
الطاعة التامة
كان زيد بن حارثة رضي الله عنه من أكثر الصحابة طاعةً للنبي صلى الله عليه وسلم، فلم يكن يتأخر عن أمر، ولا يتردد في تنفيذ تكليف، حتى قال فيه النبي: "أنت أخونا ومولانا"، وكان يُرسله في المهام الصعبة فيؤديها بكل دقة وامتثال.
المصدر: الطبقات الكبرى لابن سعد – ترجمة زيد بن حارثة
الشجاعة
عرف زيد بشجاعته الفائقة، فقد قاد عدّة سرايا، وكان قائد جيش مؤتة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من أهم المعارك التي واجه فيها المسلمون جيش الروم. قُتل فيها زيد بعد أن حمل الراية بثبات وإقدام حتى استُشهد.
المصدر: سيرة ابن هشام – غزوة مؤتة واستشهاد زيد
الإخلاص
بلغ من إخلاص زيد للنبي صلى الله عليه وسلم أن فضّله على أهله، فقد خُيّر بين الرجوع إلى والده وعشيرته أو البقاء مع النبي، فاختار النبي وقال: "ما كنت لأختار عليك أحدًا يا رسول الله."
المصدر: أسد الغابة في معرفة الصحابة – زيد بن حارثة
الوفاء
وفاته
استُشهد زيد بن حارثة رضي الله عنه في غزوة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة، وكان أول أمير عيّنه النبي صلى الله عليه وسلم على الجيش، فقال: "إن قُتل زيد فجعفر، فإن قُتل جعفر فعبد الله بن رواحة..."، وهذا الترتيب يدل على ثقة النبي الكاملة في زيد وقيادته. قاتل زيد ببسالة حتى قُتل وهو يحمل راية الإسلام ثابتًا في ميدان المعركة، فكان أول شهيد في تلك الغزوة المباركة.
المصدر: سيرة ابن هشام – غزوة مؤتة
الدعوة للتفاعل
هل ترى أن في قصة زيد بن حارثة دروسًا نحتاجها اليوم عن الوفاء والطاعة؟ شاركنا في التعليقات.
نصيحة أخيرة
كن مخلصًا لله كما كان زيد للنبي، فلعلّ الله يرفعك في الدنيا والآخرة كما رفعه، واذكر دائمًا أن الأصل في المسلم هو الصدق والثبات.
روابط المصادر
تنوية هام ! تبرّع لأهل غزة وكن سببًا في نجاتهم
نذكّرك أخي الكريم بأهمية نصرة أهلنا في غزة، فهم في أمسّ الحاجة للدعم، والتبرع لهم هو باب من أبواب الخير العظيم، وأجره عند الله عظيم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" [رواه البخاري].
يمكنك التبرع عبر الروابط التالية الموثوقة:
رابط 1 – رابط 2 – رابط 3 – رابط 4
(اطلع على القائمة الكاملة هنا)
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك و أي استفسارات لتعم الفائدة