لا تكن إمّعة.. كن صاحب مبدأ – توجيه نبوي لتربية شخصية مستقلةلا تكن إمّعة.. كن صاحب مبدأ – توجيه نبوي لتربية شخصية مستق
لا تكن إمّعة.. كن صاحب مبدأ – توجيه نبوي لتربية شخصية مستقلة
مقدمة:
حديث لا تكن إمعة، شرح لا يكن أحدكم إمعة، الإمعة في الإسلام، تقليد الآخرين، شخصية المسلم، التربية الإسلامية، أحاديث نبوية، القرآن الكريم، الإسلام والعقل.
نص الحديث الشريف:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا يكن أحدكم إمّعة، يقول: إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت، ولكن وطّنوا أنفسكم: إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا."
رواه الترمذي (2007) وقال: حديث حسن غريب.
الشرح الميسر:
والنبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ينهى المسلم عن التقليد الأعمى، ويأمره بأن يكون صاحب مبدأ ورأي مستقل، يزن الأمور بالحق، فإن أحسن الناس فهو يحسن، وإن أساءوا لا يتبعهم في الخطأ.
فالحديث دعوة إلى:
- الاستقلال في التفكير والسلوك.
- عدم الانجراف خلف الفتن أو العادات الخاطئة.
- تحمل المسؤولية الفردية في تقييم الأفعال.
- الاستقلال في التفكير والسلوك.
- عدم الانجراف خلف الفتن أو العادات الخاطئة.
- تحمل المسؤولية الفردية في تقييم الأفعال.
أدلة من القرآن تؤكد نفس المعنى:
-
قال الله تعالى:
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ"
[البقرة: 170]دلالة على ذم التقليد الأعمى واتباع الآباء دون وعي أو بصيرة.
-
قال الله تعالى:
"وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَفْلَا تَعْقِلُونَ"[الملك: 7] – تتكرر كثيرًا في القرآن، لتأكيد دور العقل والتمييز، لا مجرد التبعية.
أحاديث أخرى في نفس المعنى:
-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير..."
(رواه مسلم)
→ دلالة على القوة في الإيمان والرأي والقرار.
لماذا هذا الحديث مهم لمجتمعاتنا اليوم؟
1. لأنه يعالج ظاهرة التقليد المنتشرة بين الشباب
في زمن كثرت فيه وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، أصبح التقليد الأعمى ظاهرة واسعة الانتشار بين الشباب، حيث ينساق الكثيرون وراء تقليد المشاهير والمؤثرين في اللباس، والسلوك، وأسلوب الحديث، وحتى في طريقة التفكير، دون النظر إلى مدى توافق هذه السلوكيات مع القيم الإسلامية أو العقل السليم.
الحديث النبوي الذي يقول فيه النبي ﷺ:
"لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا."
(رواه الترمذي وقال: حديث حسن)
يوجّه هذا الحديث المسلمين، خاصة الشباب، إلى عدم الانسياق مع التيار دون وعي، وينبههم إلى ضرورة التمييز بين الخير والشر، حتى لو فعله الناس كلهم.
2. لأنه يعلمنا كيف نبني شخصية مستقلة وواعية
الشخص "الإمعة" هو الذي لا رأي له، ولا مبدأ، بل يتبع الناس أينما اتجهوا، وهذا ضعف في العقل والدين والشخصية.
أما الإسلام، فيُربي المسلم على أن يكون مستقلًا في فكره، واعيًا في مواقفه، ثابتًا على الحق، لا يُغيّره مدح أو ذم، ولا يُهزه ضغط المجتمع.
فالحديث يدعونا إلى أن نُحسِّن أنفسنا، ونسعى للحق دائمًا، حتى لو خالفنا به الأغلبية، وهذا جوهر القوة في الشخصية الإسلامية.
مثال واقعي:
في بيئة يغلب عليها الفساد أو التساهل في المعاصي، يتميّز الشاب المسلم الواعي بثباته على مبادئه، حتى لو سخر منه غيره.
3. لأنه يربي المسلم على تحمل المسؤولية والبعد عن "القطيع"
من صفات القائد الحق أنه لا يتبع الناس، بل يقودهم إلى الخير. والشخصية الإسلامية تُربّى على تحمّل المسؤولية، لا أن تعيش بلا وعي ضمن "قطيع" يسير بلا هدف.
الحديث يُربّينا على أن نُحاسب أنفسنا، لا أن نُبرّر أخطاءنا بأن "الناس كلهم يفعلون ذلك"، بل كل إنسان مسؤول عن نفسه:
قال الله تعالى:
"ولا تزر وازرة وزر أخرى."
[سورة الأنعام: 164]
فلا يجوز أن يقول الإنسان: "أنا ظلمت لأن غيري ظلم"، أو "تركت الصلاة لأن أصحابي لا يصلون".
بل عليه أن يُحاسب نفسه أمام الله، لا أمام الناس فقط.
خلاصة الفائدة لمجتمعاتنا اليوم:
هذا الحديث يُعتبر قاعدة ذهبية لبناء جيل قوي، مستنير، غير منساق، قادر على تمييز الحق من الباطل، وعلى التأثير في المجتمع بدل أن يتأثر به سلبًا.
🔗 مصدر الحديث:
خلاصة المقال:
لا تكن "نسخة من غيرك"، ولا ترضى أن تكون إمعة تسير خلف الناس دون بصيرة. الإسلام يدعوك لأن تكون نموذجًا يُحتذى، لا تابعًا يُقاد. تميّز بخلقك، برأيك، بعدلك، بقولك للحق حتى لو خالفك الناس.
كن كما أرادك الله.. لا كما يُراد لك أن تكون!
روابط مصادر موثوقة:
ختامًا: تبرّع لأهل غزة وكن سببًا في نجاتهم
نذكّرك أخي الكريم بأهمية نصرة أهلنا في غزة، فهم في أمسّ الحاجة للدعم، والتبرع لهم هو باب من أبواب الخير العظيم، وأجره عند الله عظيم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" [رواه البخاري].
يمكنك التبرع عبر الروابط التالية الموثوقة:
رابط 1 – رابط 2 – رابط 3 – رابط 4
(اطلع على القائمة الكاملة هنا)
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك و أي استفسارات لتعم الفائدة