الحياء في الإسلام: خُلق الإيمان وأحاديث نبوية صحيحة
1. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
"دعه، فإن الحياء من الإيمان."
(رواه البخاري ومسلم)
الشرح: الحياء ليس ضعفًا أو نقصًا، بل هو خلق محمود مرتبط بالإيمان.
2. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
"الإيمان بضع وسبعون شُعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعبة من الإيمان."
(رواه البخاري ومسلم)
الشرح: جعل النبي الحياء من أهم عناصر الإيمان، فلا يكتمل الإيمان بدونه.
3. عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال:
"الحياء لا يأتي إلا بخير."
(رواه البخاري ومسلم)
الشرح: الحياء يجلب الخير في القول والفعل، ويمنع من المعاصي والفضائح.
مظاهر الحياء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم:
1. كان أشد حياءً من العذراء في خدرها
ورد في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئًا عرفناه في وجهه"
– صحيح البخاري 6102، صحيح مسلم 2320.
والمقصود أن حياء النبي صلى الله عليه وسلم بلغ الغاية، حتى أنه يفوق حياء الفتاة البكر في بيت أهلها، وهي مضرب المثل في الحياء.
2. لا يواجه أحدًا بما يكره، بل كان يلمّح ويعفو
كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم أن يُعرض عن الخطأ بلطف، ويُشير إليه دون تعنيف.
قالت عائشة رضي الله عنها:
"ما خُيِّر رسول الله بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه" – رواه البخاري 3560.
وكان يقول أحيانًا: "ما بال أقوام يفعلون كذا..." إشارةً لطيفة دون تسمية أحد – وهذا من كمال أدبه وحيائه.
3. يستحي من الله في كل أقواله وأفعاله
جاء في الحديث:
"استحيوا من الله حق الحياء... فاحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، واذكر الموت والبِلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء"
– رواه الترمذي 2458.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم أول من طبّق هذا، في حيائه من ربه في كل وقت.
4. كان يعامل الناس بأدب شديد، حتى مع من يخطئ
تجلّى حياؤه في رحمته، ولينه، وأدبه مع الجميع.
قال تعالى:
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"
– آل عمران:159.
ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ينتقم لنفسه، بل كان حليمًا حتى مع المخطئين، ويحتويهم بالحكمة والخلق العالي.
أثر الحياء في حياة المسلم:
1. الحياء يمنع من الوقوع في الذنوب والفواحش
الحياء يدفع الإنسان إلى ترك المعاصي خجلًا من الله والناس، فهو وازع داخلي يمنع صاحبه من الخطأ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"الحياء لا يأتي إلا بخير" – رواه البخاري.
فالحياء حماية من الوقوع في الفواحش والسوء.
2. الحياء يزين الإنسان في أخلاقه وحديثه ولباسه
الإنسان الحيي يظهر ذلك في كلامه المهذب، ولباسه المحتشم، وأدبه مع الناس. الحياء يشمل الحياء من الله، ومن الناس، وحتى من النفس. وقد بيّن النبي أن "الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى، والحياء شعبة من الإيمان" – رواه مسلم.
3. الحياء يحفظ للمرأة كرامتها ويجعل الرجل وقورًا محترمًا
الحياء من أعظم صفات المرأة المؤمنة، وسببٌ في حفظ كرامتها وهيبتها. كما أن الرجل الحيي يحظى بالوقار والاحترام في نظر الآخرين، لأنه لا يتصرف بسفاهة أو فُحش. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"من قلّ حياؤه قلّ ورعه، ومن قلّ ورعه مات قلبه" – مصدر.
4. الحياء سبب في محبة الناس واحترامهم
الشخص الذي يتحلى بالحياء محبوب بين الناس، لأنهم يشعرون معه بالأمان والطمأنينة، ويثقون في خلقه. وهو أيضًا سبب في كسب القلوب بغير تكلّف، فالحياء دليل رُقيّ النفس.
قال ابن القيم:
"الحياء مشتق من الحياة، ومن لا حياء له فهو ميت في الدنيا والآخرة" – مدارج السالكين.
خاتمة:
ختامًا: تبرّع لأهل غزة وكن سببًا في نجاتهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" [رواه البخاري].
يمكنك التبرع عبر الروابط التالية الموثوقة:
رابط 1 – رابط 2 – رابط 3 – رابط 4
(اطلع على القائمة الكاملة هنا)
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك و أي استفسارات لتعم الفائدة