نجم الدين أيوب: السلطان المجاهد الذي مهد لتحرير بيت المقدس
نجم الدين أيوب: السلطان المجاهد الذي مهد لتحرير بيت المقدس
نجم الدين أيوب، أحد أبرز سلاطين الدولة الأيوبية في مصر، ورمز من رموز الجهاد والإصلاح، واجه الصليبيين وقاد البلاد في وقت عصيب، مهد الطريق لقيام دولة المماليك، وخلّف إرثًا لا يُنسى في تاريخ الأمة.
فهرس
- من هو نجم الدين أيوب
- من هو السلطان الكامل محمد
- تلقى علوم السياسة والفقه وفنون الحرب
- الحملة الصليبية السابعة
- الإعداد العسكري والاستراتيجي
- معركة المنصورة
- بصمة نجم الدين في هذا النصر
- تولّي نجم الدين أيوب الحكم في مصر
- زواجه من شجرة الدر
- جهاده ضد الصليبيين
- وفاته وأثرها
- ما لا تعرفه عن نجم الدين أيوب
- تبرّع لأهل غزة وكن سببًا في نجاتهم
🔶 من هو نجم الدين أيوب؟
نجم الدين أيوب بن الكامل محمد بن العادل، يُلقّب بـ"الصالح نجم الدين"، أحد أعظم سلاطين الدولة الأيوبية، وُلد نحو سنة 1205م (601هـ)، في بيت من بيوت الحكم الذي خرج من صلب القائد الشهير صلاح الدين الأيوبي. نشأ نجم الدين في كنف أسرةٍ اعتادت القيادة والحكم، وتلقى علوم السياسة والفقه وفنون الحرب، مما أهّله لاحقًا لتولي مقاليد الحكم في زمن بالغ الحساسية في التاريخ الإسلامي.
تولّى نجم الدين السلطنة في مصر سنة 1240م (637هـ)، عقب وفاة أبيه السلطان الكامل، فكان ذلك في ظرفٍ حرج من أشد الظروف التي مر بها العالم الإسلامي. فقد كانتالحملات الصليبية في أوج تهديدها، وقد تكالبت على بلاد الشام ومصر القوى الصليبية من جهة، والخلافات الداخلية والصراعات بين الأمراء الأيوبيين من جهة أخرى.
ورغم هذه التحديات، أظهر نجم الدين أيوب شخصية فذة ومهيبة، امتازت بالحزم والشجاعة وحسن التدبير، إذ سعى إلى توحيد الجبهة الإسلامية تحت راية واحدة، وأعاد ترتيب الجيش والنظام الإداري للدولة، وبنى نهضة حقيقية في زمن قصير. ومن أبرز ما يُذكر في عهده، إعداده المتقن لمواجهة الحملة الصليبية السابعة، والتي جاءت بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع، وكان ذلك في وقت أصبح فيه نجم الدين قائدًا فعليًا لحصن الإسلام الأول، مصر.
ولعل من أعظم ما يُنسب إلى هذا السلطان المجاهد، أن عهده شهد بروز شخصية فذة أخرى، كانت لها أعظم الأثر في مستقبل الأمة، وهي شجرة الدر، زوجته الذكية ذات التأثير السياسي الكبير، ثم ظهور الظاهر بيبرس وقطز من بين صفوف جيشه، وهي النواة التي مهدت لاحقًا لقيام الدولة المملوكية.
رحم الله السلطان الصالح نجم الدين أيوب، فقد جمع بين القيادة الواعية والإخلاص للإسلام، وكان مثالًا للحاكم الشجاع في زمن كثرت فيه الفتن وقلّ فيه الناصر.
🔶 نشأته العلمية وتكوينه القيادي
لم يكن نجم الدين أيوب مجرد وريث لعرشٍ سلطاني، بل كان مثالًا في التكوين العلمي والقيادي منذ صغره، حيث نشأ في كنف والده السلطان الكامل محمد، فحظي بتربية خاصة تليق بمن يُنتظر منه أن يحمل راية الحكم والمسؤولية.
📚 تلقى علوم السياسة والفقه وفنون الحرب
درس نجم الدين الفقه الإسلامي على يد كبار علماء عصره، فشبَّ على احترام الشريعة والعمل بها، كما تلقى علوم السياسة والإدارة، وتدرّب على فنون الحرب وقيادة الجيوش، حتى أصبح فارسًا مهابًا ومحنكًا في إدارة المعارك.
وقد ساعده هذا التكوين المتكامل في أن يجمع بين الحزم والعدل، وبين العلم والقوة، وهو ما ظهر جليًا في قدرته على إصلاح الدولة، وقيادة الأمة في أحلك الظروف، خاصة أثناء التصدي للحملة الصليبية السابعة.
لقد كان نجم الدين نموذجًا للحاكم المتعلم المجاهد، الذي لم يعتمد على النسب وحده، بل على العلم والفهم والمهارة.
📚 المصدر: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة – ابن تغري بردي، ج6، ص14
🔗 رابط مباشر للمصدر: https://shamela.ws/book/12404/5399
مقالات ذات صلة:
🔷 من هو السلطان الكامل محمد؟
السلطان الكامل محمد بن العادل، هو أحد أبرز سلاطين الدولة الأيوبية، وابن الملك العادل أبو بكر بن أيوب، وأخو صلاح الدين الأيوبي غير الشقيق. تولّى حكم مصر سنة 1218م بعد وفاة والده، في وقت كان فيه العالم الإسلامي يواجه تحديات كبرى، أبرزها الحروب الصليبية والصراعات الداخلية بين الأمراء الأيوبيين.
🔹 سياسته في الحكم
عُرف الكامل بالحكمة السياسية والقدرة على إدارة التوازنات بين القوى الإسلامية، فتمكن من الحفاظ على وحدة مصر لفترة مهمة.
وخلال عهده، واجه الحملة الصليبية الخامسة، والتي حاولت احتلال دمياط، واضطر للتفاوض مع الصليبيين بعد حصار طويل، وانتهى الأمر بإعادتهم للمدينة مقابل الانسحاب.
ورغم الانتقادات التي وُجّهت إليه بسبب بعض التنازلات، فإن المؤرخين يرون أنه كان يحاول تجنّب إراقة دماء المسلمين في وقت كانت فيه الدولة في حاجة إلى الاستقرار الداخلي.
🔹 أثره على نجم الدين أيوب
كان الكامل محمد هو الذي أعدّ نجم الدين أيوب ليكون قائدًا، فخصّه بعناية تعليمية خاصة، وجعله يرافقه في المهام الإدارية والعسكرية، مما أكسبه خبرة مبكرة أهلته فيما بعد لتولّي السلطنة بحكمة وقوة.
📚 المصدر: كتاب تاريخ الدولة الأيوبية – د. حسن الباش
🔗 https://www.hindawi.org/books/47393952/
مقالات ذات صلة:
🔷 أقوال السلطان الكامل محمد
لم يُعرف السلطان الكامل بكثرة الخطب أو الأقوال المسجّلة، لكن المؤرخين نقلوا عنه عبارات تعبّر عن فكره السياسي وحنكته العسكرية، خصوصًا في وقت الأزمات. ومن أبرز ما نُقل عنه:
🟣 في مواجهة الحملة الصليبية الخامسة:
"إن بقاء البلاد أهم من قتال لا طاقة لنا به، وإنّ من السياسة أن تُحفظ الأمة، لا أن تُفنَى في معركة واحدة."
– (عند اتخاذه قرار التفاوض بعد حصار دمياط)
🟣 عن الدولة الأيوبية:
"لا تقوم دولتنا على السيف وحده، بل على العدل بين الرعية، والتآلف بين الأمراء، والسعي لكلمة الإسلام."
🟣 في وصيته لابنه نجم الدين أيوب:
"لا تفرّق بين الناس بحسب أنسابهم، فإنّ في كل قلب مؤمن سلاحًا لا تراه، وعدوًا لا يُهزم إذا أخلص لله."
– (نُقلت ضمن روايات المؤرخ ابن واصل في كتابه مفرّج الكروب)
📚 مصادر:
- مفرج الكروب في أخبار بني أيوب – ابن واصل
- تاريخ الدولة الأيوبية – د. حسن الباش
- رابط للكتاب من مكتبة hindawi.org
مقالات ذات صلة:
- أقاويل العلماء والمفكرين المسلمين: درر من نور حضارتنا
- خالد بن الوليد بن المغيرة من أعظم القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي
🔷 من هو الملك العادل أبو بكر بن أيوب؟
الملك العادل أبو بكر بن أيوب (توفي سنة 1218م) هو أخو القائد الشهير صلاح الدين الأيوبي، وأحد كبار رجالات الدولة الأيوبية. عُرف بالحكمة السياسية، وكان له دور مركزي في تثبيت أركان الحكم الأيوبي بعد وفاة أخيه صلاح الدين.
🟣 نسبه ومكانته
هو أبو بكر بن أيوب بن شاذي، وُلد في تكريت، وكان من أركان الدولة النورية، ثم الأيوبية. خدم أخاه صلاح الدين بإخلاص، وأسهم معه في حروب التحرير ضد الصليبيين، ثم أصبح واليًا على مصر، ثم دمشق، إلى أن تولى الحكم منفردًا بعد وفاة صلاح الدين، فصار الملك العادل، وأسس سلالة جديدة داخل الأسرة الأيوبية.
🟣 دوره في إدارة الدولة
- أعاد تنظيم الولايات الإسلامية في الشام ومصر، ووزعها بين أبنائه، فكان حاكمًا سياسيًا أكثر من كونه قائدًا عسكريًا.
- استخدم أسلوب المهادنة مع الصليبيين لفترات، حفاظًا على التماسك الداخلي.
- كان يتمتع بشخصية دبلوماسية بارعة، مما ساعده على ضبط النزاعات الأيوبية الداخلية.
🟣 أثره في التاريخ الإسلامي
- والد السلطان الكامل محمد، وجدّ الصالح نجم الدين أيوب.
- يُعتبر العادل مؤسس الخط السياسي المعتدل في الدولة الأيوبية بعد صلاح الدين.
- لقّبه المؤرخون بـ"الملك العادل" لحكمه بين الناس وعدله في ولايته، رغم بعض الانتقادات الموجهة إليه في مواقفه من الحروب الصليبية.
📚 المصادر:
– الروضتين في أخبار الدولتين – أبو شامة
– سير أعلام النبلاء – الإمام الذهبي
🔗 https://shamela.ws/book/10855/ (سير أعلام النبلاء)
🔶 استعداد نجم الدين لمواجهة الحملة الصليبية السابعة
عندما قررت أوروبا الصليبية إرسال حملة جديدة إلى الشرق الإسلامي بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، كانت الأنظار تتجه نحو مصر باعتبارها الحصن الأول للدفاع عن الأمة، والمركز الأهم في موازين القوى.
وفي هذا التوقيت الحرج، كان نجم الدين أيوب قد تولى السلطنة، وأدرك بخبرته وحنكته أن المواجهة لن تكون سهلة.
🔹 الإعداد العسكري والاستراتيجي
بدأ نجم الدين فورًا في إعادة تنظيم الجيش، فأعاد توزيع القيادات، ووسع الاعتماد على المماليك البحرية الذين تميزوا بالولاء والانضباط. كما عزز من تحصينات مدينة دمياط، كونها أولى النقاط التي سيصل إليها الغزاة عبر البحر.
لم يكتفِ بالإعداد العسكري، بل اهتم كذلك بتقوية الجبهة الداخلية، فعمل على تهدئة النزاعات الداخلية، وتحقيق توازن بين القوى السياسية داخل الدولة، ليضمن أن تكون البلاد في كامل الجاهزية للقتال.
🔹 بداية الغزو الصليبي
وصلت الحملة الصليبية السابعة إلى سواحل دمياط عام 1249م، ونجح الصليبيون في السيطرة عليها بسرعة، بسبب تفوقهم البحري المباغت، وبسبب مرض السلطان نجم الدين في هذا الوقت العصيب.
لكن ما لم يكن في حسبانهم، هو أن نجم الدين قد أسس بنية قوية للدولة جعلت الجيش قادرًا على القتال حتى في غياب القائد، وبالفعل تولّت شجرة الدر إدارة الأمور ببراعة، بينما تولى المماليك قيادة المعركة ميدانيًا.
🔹 معركة المنصورة: نقطة التحول
تحرك الصليبيون من دمياط باتجاه المنصورة، فوجدوا المدينة محصنة تحصينًا محكمًا، واستدرجهم القادة المسلمون إلى داخلها، ثم أغلقوا الطرق خلفهم، وشنوا هجومًا كاسحًا عليهم.
وانتهت المعركة بـ مجزرة عظيمة في صفوف الصليبيين، وأُسِرَ الآلاف منهم، على رأسهم ملك فرنسا لويس التاسع نفسه، وهو ما شكّل صدمة لأوروبا كلها، وانتصارًا إسلاميًا هائلًا.
🔹 بصمة نجم الدين في هذا النصر
رغم أن نجم الدين توفي قبل المعركة بأيام، فإن نصر المنصورة كان ثمرة إعداده المتقن، وثقته فيمن اختارهم للقيادة من مماليك ووزراء. فقد أسس جيشًا منضبطًا، ووضع خططًا محكمة، وأعد البلاد لمواجهة أعظم التحديات.
لقد أثبت نجم الدين أنه ليس مجرد سلطان، بل قائد استراتيجي أسس لانتصاراتٍ بعد وفاته، وكان اسمه حاضراً في وجدان كل من شارك في ذلك النصر المجيد.
📚 المصدر: قاسم عبده قاسم – "الدولة الأيوبية"، ص140
🔗 رابط مباشر للمصدر: https://www.hindawi.org/books/42958053/
🔷 أقوال نجم الدين أيوب
كان الصالح نجم الدين أيوب معروفًا بالحزم والحنكة، وقد نقل المؤرخون بعضًا من كلماته التي تعكس فكره القيادي والإصلاحي، خاصة في أوقات المحن والشدائد:
🔹 في شأن الدولة:
"لا بقاء لسلطان يُبنى على الظلم، ولا رفعة لحكم يُدار بالرأي الضعيف."
🔹 عن المماليك:
"هؤلاء غرسناهم بيدنا، وسقيناهم بعرقنا، وسيقومون بحفظ هذا الدين حين يتخاذل القريب والبعيد."
– (إشارة للمماليك البحرية الذين أسس نواتهم)
🔹 عند مرضه في المنصورة:
"إن متُّ فاكتموا أمري، فليس هذا وقت انكسار، بل وقت وقوف الرجال."
📚 المصادر:
- كتاب سير أعلام النبلاء – الإمام الذهبي
- الدولة الأيوبية – د. قاسم عبده قاسم
🔗 https://shamela.ws/book/10855/ (سير أعلام النبلاء)
🔶 تولّي نجم الدين أيوب الحكم في مصر
عقب وفاة والده السلطان الكامل محمد سنة 1238م، اندلعت الخلافات بين الأمراء الأيوبيين حول من يتولى السلطة، في وقت كانت فيه الدولة الأيوبية تعاني من التمزق الداخلي والتهديد الخارجي. وكان طموح نجم الدين أيوب واضحًا، لكنه لم يكن طريقه إلى الحكم مفروشًا بالورود، بل واجه صراعًا شرسًا على السلطة، خاصة من أقاربه الذين نافسوه على حكم مصر والشام.
ورغم هذه التحديات، استطاع نجم الدين أن يُثبت كفاءته السياسية والعسكرية، فنجح في السيطرة على مصر سنة 1240م (637هـ)، بعد سلسلة من المناورات العسكرية والتحالفات السياسية، مُعلنًا نفسه سلطانًا على البلاد. لكنه ما لبث أن وجد نفسه أمام مؤامرات متعددة، بعضها من داخل القصر، وأخرى بتحريض من القوى الخارجية الصليبية.
ومن أبرز إنجازاته بعد تولّيه الحكم:
- تثبيت أركان السلطنة وإعادة هيبة الدولة المركزية.
- إعادة تنظيم الجيش، وتأسيس نواة صلبة من الجنود المخلصين له.
- الاعتماد على فرقة "المماليك البحرية"، الذين جلبهم خصيصًا ودربهم وأولاهم ثقته، ليكونوا حرسه وجيشه الخاص. وقد لعب هؤلاء المماليك لاحقًا دورًا محوريًا في صدّ الحملات الصليبية، ثم في قيام الدولة المملوكية بعد وفاته.
لقد شكّل حكم نجم الدين أيوب في مصر مرحلة فاصلة في تاريخ المنطقة، حيث مهد الطريق لولادة جيل جديد من القادة العظام، وعلى رأسهم الظاهر بيبرس والسلطان قطز، الذين حملوا راية الجهاد من بعده.
📚 المصدر: كتاب "الدولة الأيوبية" للدكتور قاسم عبده قاسم – من أبرز المراجع الأكاديمية في تاريخ الدولة الأيوبية.
🔶 زواجه من شجرة الدر
كان زواج الصالح نجم الدين أيوب من شجرة الدر أحد الأحداث المفصلية في تاريخ الدولة الأيوبية، بل في تاريخ مصر الإسلامية بأسرها. فلم تكن شجرة الدر مجرد زوجة سلطانية، بل كانت امرأة ذات عقل راجح، وحنكة سياسية نادرة، وشخصية قوية، ساعدت زوجها على إدارة شؤون الدولة في أصعب الظروف.
وقد لعبت دورًا مهمًا في ترتيب شؤون الحكم، ومراسلة الولايات، وتنظيم القصر السلطاني، خاصة أثناء غياب السلطان أو مرضه. ويذكر المؤرخون أن نجم الدين كان يثق بها ثقةً كبيرة، ويعتمد عليها في قرارات حاسمة.
وبعد وفاته سنة 1249م أثناء مواجهته للحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع، لم يكن ولده توران شاه حاضرًا في مصر، فبادرت شجرة الدر إلى إخفاء خبر الوفاة مؤقتًا، وتولت زمام الحكم باسم ولده حتى قدومه، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى الحكم في مصر الإسلامية، في مشهد غير مسبوق في تاريخ الإسلام السياسي.
وقد تركت شجرة الدر بصمة فريدة في التاريخ، لا لكونها سلطانة فحسب، بل لأنها أدارت المرحلة الانتقالية بكفاءة، وأسهمت في صدّ الصليبيين، وكانت رمزًا للذكاء والشجاعة.
📚 المصدر: الهيئة العامة المصرية للكتاب – "شجرة الدر: أول سلطانة في الإسلام"
🔗 رابط مباشر: https://www.gebo.gov.eg/Book/BookDetails/6901
🔷 أقوال شجرة الدر
كانت شجرة الدر امرأة فريدة في تاريخ الإسلام، جمعت بين الذكاء السياسي والشجاعة، ونُقل عنها بعض الأقوال التي تُظهر بصيرتها وحكمتها:
🔹 عن دورها بعد وفاة زوجها:
"لم أكن زوجة سلطان فقط، بل شريكته في حمل همّ الأمة، وسأظل كذلك حتى يُسترد الدين من يد العدو."
🔹 حين رفض بعض الأمراء توليها الحكم:
"الرجال لا يُعرفون بكثرتهم، بل بثباتهم على الحق. وقد أكون امرأة، لكن قلبي قلب قائد لا يهاب."
🔹 عن نجم الدين:
"كان رجلًا بعشرة رجال، فليت قومه علموا قدره قبل أن يفقدوه."
📚 المصادر:
- كتاب شجرة الدر: أول سلطانة في الإسلام – الهيئة العامة للكتاب
- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة – ابن تغري بردي
🔗 https://www.hindawi.org/books/91640405/
🔶 جهاده ضد الصليبيين
كان السلطان الصالح نجم الدين أيوب من القادة الذين أدركوا مبكرًا خطورة التحركات الصليبية، وخاصة الحملة الصليبية السابعة التي قادها لويس التاسع ملك فرنسا، والتي استهدفت مصر باعتبارها مركز الثقل السياسي والعسكري للعالم الإسلامي في ذلك الوقت.
ومنذ اللحظة الأولى، بدأ نجم الدين في تحصين الجبهة الداخلية، وتثبيت الأمن، وتهيئة البلاد لمعركة فاصلة، فأعاد تنظيم الجيش، واهتم بتجهيز الأسطول، ووطّد علاقته بالمماليك البحرية الذين اعتمد عليهم بشكل كبير في الدفاع عن الدولة.
لكن في لحظة حساسة من عمر المعركة، أصيب السلطان بمرض عضال أقعده عن الحركة، بينما كانت الحملة الصليبية تقترب من دمياط. ورغم ذلك، ظلّ يُدير المعركة من فراش مرضه، ويوجّه أوامره بدقة، إلى أن توفي في مدينة المنصورة يوم 22 نوفمبر 1249م (647هـ)، في خضمّ الاستعداد للمعركة الكبرى.
غير أن حسن تدبيره لم يذهب سدى؛ فقد وضع الأسس التي مكنت خليفته وابنه توران شاه، ومعه المماليك بقيادة بيبرس وشجرة الدر، من إلحاق هزيمة ساحقة بالصليبيين في معركة المنصورة، وأُسِرَ على إثرها الملك لويس التاسع نفسه.
📚 المصدر: سير أعلام النبلاء، الإمام الذهبي – الجزء 23، ص135
🔗 رابط مباشر للمصدر عبر المكتبة الإسلامية: https://library.islamweb.net/book/21798/19659
🔶 وفاته وأثرها
تُوفِّي السلطان الصالح نجم الدين أيوب في أشد لحظات الأزمة، وذلك يوم 22 نوفمبر سنة 1249م، بينما كانت الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع على أبواب المنصورة.
لكن زوجته شجرة الدر تصرفت بحكمة نادرة؛ فكتمت خبر الوفاة حتى لا تنهار الجبهة الداخلية، واستمرت في إدارة البلاد باسم السلطان، إلى أن حسم المسلمون المعركة، وحققوا نصرًا تاريخيًا.
وقد أسفر هذا النصر عن أسر لويس التاسع ملك فرنسا، وهو ما اعتُبر تحولًا حاسمًا في تاريخ الصراع الصليبي الإسلامي.
ورغم أن نجم الدين لم يشهد النصر بعينيه، إلا أن جهوده في إعداد الجيش، وترتيب صفوف الدولة، والاعتماد على المماليك، كانت الركيزة الأساسية لهذا الإنجاز.
لقد وضع القواعد التي قامت عليها فيما بعد دولة المماليك، الدولة التي حافظت على وحدة المسلمين لعقود، وصدّت أعظم الحملات الغازية، من صليبية ومغولية.
📚 المصدر: سير أعلام النبلاء – الإمام الذهبي، ج23، ص135
🔗 رابط مباشر للمصدر: https://library.islamweb.net/book/21798/19659
🛡️ ما لا تعرفه عن نجم الدين ايوب:
لم يكن السلطان الصالح نجم الدين أيوب مجرد حاكم مرّ على تاريخ مصر، بل كان شخصية مفصلية تركت أثرًا عميقًا في تشكيل مستقبل العالم الإسلامي. ومن أبرز ما لا يُعرف كثيرًا عن هذا القائد:
🔹 1. مؤسس نواة الجيش المملوكي في مصر
كان أول من أدرك أهمية تكوين جيش من المماليك يعتمد على الولاء والكفاءة، لا على العصبيات القبلية أو الطبقية.
فأسس ما يُعرف بـ "المماليك البحرية"، الذين سيتحولون لاحقًا إلى نخبة عسكرية تتولى حماية مصر وتأسيس واحدة من أقوى الدول الإسلامية في العصور الوسطى.
🔹 2. آمن بالكفاءة لا بالنسب
رغم هيمنة الثقافة الأُسرية الأرستقراطية في عصره، اختار نجم الدين شجرة الدر – وهي جارية أرمينية الأصل – لتكون شريكته في الحكم، لما امتازت به من ذكاء، وشجاعة، وإدارة سياسية قوية.
ولم يكن هذا القرار عاطفيًا بقدر ما كان رؤية إصلاحية تنبئ عن شخصية تنظر إلى الجوهر لا القشور.
🔹 3. شخصية إصلاحية ذات إرادة قوية
يتفق كبار المؤرخين، مثل الإمام الذهبي وابن كثير، على وصف نجم الدين بأنه رجل دولة من الطراز الأول، تميز بـ:
- حزم في الإدارة
- جرأة في اتخاذ القرار
- إرادة إصلاحية في زمن الاضطراب
لقد جمع بين السياسة والحكمة والجهاد، وكان له رؤية استراتيجية واضحة جعلت منه مؤسسًا حقيقيًا لبنية دولة قوية بعده.
📚 المصدر: سير أعلام النبلاء – الإمام الذهبي، ج23، ص135
🔗 رابط مباشر للمصدر: https://library.islamweb.net/book/21798/19659
💠 الكلمات المفتاحية:
نجم الدين أيوبه — السلطان الصالح — الدولة الأيوبية — شجرة الدر — الحملة الصليبية السابعة — المماليك — تاريخ مصر الإسلامي — معركة المنصورة — قادة مسلمون — التاريخ الإسلامي الوسيط — حكام مصر
🔺ختامًا: تبرّع لأهل غزة وكن سببًا في نجاتهم
قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم:
"المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" [رواه البخاري].
يمكنك التبرع عبر الروابط التالية الموثوقة:
رابط 1 – رابط 2 – رابط 3 – رابط 4
(اطلع على القائمة الكاملة هنا)
تعليقات
إرسال تعليق
اكتب تعليقك و أي استفسارات لتعم الفائدة